الصيام حكمه وأحكامه(الأركان والمبطلات)

الصيام حكمه وأحكامه(الأركان والمبطلات):
1) التمهيد:
من نعم الإسلام على العبد المؤمن في سائر العبادات أن أسقط الصيام عن الشيخ الهرم، والمرأة العجوز، والمريض مرضا مزمنا، على أن يخرجوا فدية تتمثل في إطعام مسكينا عن كل يوم أفطره، و رخص الإفطار لكل من المريض مرضا مزمنا، والمفطر خطأ، والمفطر نسيانا، والحائض، والنفساء، والمرضعة، والحامل، والمسافر شريطة قضاء ما أفطروه.
فما معنى الصوم؟ وما هي أركانه؟ وماهي شروطه وحُكْمُه؟ وماهي مبطلاته؟
2) النصوص:
* قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . أَيَّاماً مَعْدُودَات} سورة البقرة الآية 181- 183.
* وقال أيضا{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} سورة البقرة الآية 186.
* الحديث : عن عائشة رضي عنها أنها قالت: { كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة}. أخرجه البخاري ومسلم.
3) توثيق النصوص:
* سورة البقرة سورة مدنية وآياتها 285 آية، وقد سميت كذلك إحياء لتلك المعجزة التي حدثت زمن موسى عليه السلام والتي تدل على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى.
* البخاري هو محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري من مدينة بخارى في إقليم خراسان (أوزبكستان الحالية)، وكتابه الجامع الصحيح أجمع العلماء على أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وقد كان أصيب بصره وهو صغير، فرأت أمه في منامها إبراهيم الخليل، فقال: يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصره بكثرة دعائك - أو قال: بكائك - فأصبح بصيرًا.
* مسلم هو أبوالحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ولد بمدينة نيسابور، وهو أحد أئمة الحديث وحفاظه، اعترف علماء عصره ومن بعدهم له بالتقدم والإتقان في هذا العلم،تتلمذ على البخاري وأفاد منه ولازمه، وكان في غاية الأدب مع إمامه البخاري حتى قال له يوماً : دعني أقبل رجلك يا إمام المحدثين وطبيب الحديث وعلله، أثنى أئمة العلم على الإمام مسلم، واعترفوا بعلو مرتبته وحذقه في الصنعة وتقدمه فيها.
4) الشرح اللغوي:
* كُتِبَ: وجب وفرض.
* الذين من قبلكم: الأمم السالفة.
* الخيط الأبيض: بياض الصبح.
* الخيط الأسود: سواد الليل.
5) مضامين النصوص:
* تتحدث الآيتين عن الصيام فريضة أوجبها الله تعالى على المسلمين، كما أوجبها على الأمم السابقة.
* الحديث: أجمع العلماء على ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من وجوب قضاء الصوم وعدم قضاء الصلاة في حق الحائض و النفساء، رحمة من الله سبحانه لهما وتيسيراً عليهما؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم خمس مرات وفي قضائها مشقة عليهما. أما الصوم فإنما يجب في السنة مرة واحدة وهو صوم رمضان، فلا مشقة في قضائه عليهما.
6) التــحـلـيــــل:
* تعريف الصيام:
هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ويمتنع المسلم عنه من بداية أذان المغرب إلى بداية أذان الفجر، بنية التقرب إلى الله عز وجل ونيل رضاه، وهو واجب بحكم الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
أنواع حكمه خمسة أنواع وهي:
* واجب كصوم رمضان وقضاؤه، وصيام الكفارات، وصيام النذر.
* ومندوب كصيام عاشوراء،ويوم قبله ويوم بعده،وصيام التسع الأوائل من ذي الحجة وخاصة يوم عرفة لغير الحاج، صيام أكثر أيام شعبان،صيام ستة أيام من شوال،صيام الاثنين والخميس.
* ومكروه كصيام يوم الجمعة منفردا، وصيام عرفة للحاج، وصيام يوم الشك احتياطا وهو الثلاثين من شعبان إذا لم يُرَ الهلال ليلته.
* وحرام كصيام عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق.
* ومباح كصيام يوم في سبيل الله عدا هذه الأيام.
شروط وجوب الصيام: البلوغ- القدرة على الصيام- الحضور بالبلد.
شروط صحة الصيام: الإسلام، العقل،الطهارة من دم الحيض والنفاس،دخول شهر رمضان.
وأركان الصيام اثنان:
1- تبييت النية، عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من لم يبيت النية من الليل فلا صوم له}.
2- الإمساك عن جميع المفطرات كالأكل والشرب والجماع نهار رمضان.
مبطلات الصيام:
منها ما يوجب القضاء وحده، وهي:
* الإفطار لعذر شرعي كالسفر المباح- الأكل والشرب أو الجماع حالة الشك في طلوع الفجر أو غروب الشمس- الحيض أو النفاس- تعمد القيء.
و منها ما يوجب القضاء والكفارة، وهي:
- الأكل والشرب عمدا- تعمد الجماع وإخراج المني- إلغاء نية الصيام ليل أو نهار رمضان.