السوسي عمر العلم نــــور
عدد المساهمات : 204 تاريخ التسجيل : 20/10/2011
| موضوع: أدب الحوار والتشاور في الإسلام الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 8:04 pm | |
| 1) التمهيد: * إن الحوار الهادئ الذي تخللته الآداب الرفيعة المتبادلة يكون حوارا بناء وذا قيمة علمية، وفائدة مثمرة وبالتالي يبلغ هدفه المنشود، ويحفظ الود والوئام بين المتحاورين،وبذلك كان الحوار والتشاور من أهم و أبرز معالم السمو الفكري والخلقي في كل زمان ومكان...فما مفهوم الحوار والتشاور؟ و ما أهميتهما وآثارهما ؟ وكيف يلتزم بهما المتحاور؟ 2) النصوص الشرعية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الآية 125 من سورة النحل. الحديث النبوي الشريف: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما خاب منِ استخار ولا ندِم منِ استشار) أخرجه الطبراني. 3) توثيق سورة النحل: * سورة النحل سورة مكية وعدد آياتها 128، وترتيبها في القرآن الكريم 16، سميت هذه السورة الكريمة "سورة النحل" لاشتمالها على تلك العبرة البليغة التي تشير إلى عجيب صنع الخالق، وتدلُّ على الألوهية بهذا الصنع العجيب.، ومحور السورة وهدفها يدور حول نعم الله التي لا تعد ولا تحصى. ويحذر المولى عز وجل في هذه السورة من سوء استغلال هذه النعم في المعاصي، وأن على الإنسان الشكر والحمد لله على هذه النعم التي لا نعد ومن هذه النعم: العسل الذي يقوم النحل بإفرازه والذي له فوائد عجيبة على الإنسان من حيث العلاج والفوائد الغذائية. * لطبراني: هو الإمام، الحافظ، الثقة، الرحال الجوال، مُحدِّث الإسلام أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب ، أحد علماء وأئمة أهل السنة والجماعة ،والطبراني: نسبة إلى طبرية الشام قصبة كورة الأردنية. ولد سنة 260 هـ 821 م، وتوفي حسب بعض الروايات عام 360 هـ 918 م . 4) الشرح اللغوي: * الحكمة: اللين في القول والفعل. * جادلهم: حاورهم وناقشهم. * استخار: طلب الخير، ومعنى الإستخارة : أن يصلي المؤمن ركعتين يسأل الله بعدهما أن يبين له الخير في أمرٍما. 5) مضامين النصوص: * تدعوة الآية 125 من سورة النحل المسلمين إلى نهج الأسلوب الحسن في الحوار، لأنه أنجح طرق الإقناع. * في الحديث النبوي الشريف: يرغب الرسول صلى الله عليه وسلم في اعتماد أسلوب التشاور والقيام بالاستخارة في جميع الأمور، وبيان فضل ذلك على الفرد. 6) التحليــــــل: * مفهوم الحوار والتشاور ومشروعيتهما في الإسلام: * مفهوم الحوار: هو التحدث إلى الغير ومناقشته بأدب ورفق، ولا يكون مثمرا وناجحا إلا إذا تخللته آداب منها: - إعطاء فرصة الكلام للغير واحترامه أثناء تحدثه. - الإصغاء إليه والتزام الهدوء والإنضباط أثناء حديثه. - عدم مقاطعته وحسن الاستماع إليه أثناء حديثه. - عدم رفع الصوت فوق صوته أو مُضايقته أثناء حديثه. - عدم الاستهزاء منه أو احتقاره أثناء حديثه. - اجتناب الكلام العنيف والإثارة والاستفزاز أثناء الحديث. * دليل مشروعيته: * هناك حوارات كثيرة في القرآن الكريم منها: * حورا الله عز وجل مع إبليس اللعين * وحوار الله مع أنبيائه كموسى عليه السلام * وحوار الأنبياء مع أقوامهم كحوار موسى عليه السلام فرعون * وحوار إبراهيم عليه السلام مع النمرود... * قصة خولة بنت ثعلبة التي حاورت الرسول صلى الله عليه وسلم وأقر اللهذلك حين قال:{ قد سمع قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} . * مفهوم التشاور: فهو عرض الأمر على الغير لطلب رأيه فيه...و الرأي عادة ما يُطْلبُ من صاحبِ الدين والحكمة والتجربة والعقل الراجح...قال تعالى}وأمرهم شورى بينهم{ سورة الشورى الآية38.وقال أيضا مُقِرا هذا المبدأَ في الحياة الزوجية {فإن أرادا فصالا عن تراضٍ منهما وتشاوُرٍ فلا جُناحَ عليهما} سورة البقرة .233. * ولا يفوتنا هنا أن نشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يستشير أصحابه في الأمور التي تخص العقل، ولا علاقة لها بالوحي كالأمور الدنيوية وما يتعلق بحياة الناس. * أهمية الحوار والتشاور وآثارهما والالتزام بهما: * آثار الحوار والسلوك المطلوب فيه:إن الحوار يساعد على التفاهم و يَؤدي إلى الإقناع و يَعَد من ضروريات المَعاملة للحفاظ على الإخوة كما يساعد على النجاح وبلوغ الهدف... والسلوك المطلوب فيه هو أن يعتمد المحاور الحوار وسيلة للنقاش، ويلتزم الرفق أثناء الحوار خاصة مع مَنْ يُخالفني الرأي لقوله تعالى{وجادلهم بالتي هي أحسن}.سورة النحل الآية125، ويتجنب المِراءَ، وهو الجدال المُثيرُ للخصام. * آثار التشاور والسلوك المطلوب فيه: أما التشاور فيُجنبُ المسلم الغرور والعجبَ بالنفس، يُعطي المسلم إحساسا بالأخوة، و يجنب المسلم الوقوع في الخطإ، و يُبْعده عن الندم، يُساعد على النجاح في أمور الحياة... والسلوك المطلوب فيه هو أن يواظب المشاور على المشورة، و لا يبخل بتقديم آرائه لمن استشاره،و أن يتحرى الصدق والأمانة والإخلاص في إسداء مشورته.
| |
|