كيف نساعد أبناءنا على التفوق؟ !!

تحرص كل أسرة على مساعدة أبنائها ليتميزوا في دراستهم ومن يكون متميزاً أو متفوقاً يمتلك بعض الخصائص أو المواهب التي يتفرد بها عن أخوانه أو اقرانه وقد سبق وأن تكلمنا عن المواهب ورعايتها من قبل الأسرة والمدرسة على حدٍ سواء وما يساعد هذه الفئة على التفوق هو أن النظام التعليمي يقدم لهم مجموعة من المهارات تمكنهم من القدرة على الاستجابة والاستيعاب للتغير السريع الذي يحدث عالميا اليوم وهو ما يساعدهم على تقديم انجازات رفيعة المستوى في دراستهم عبر المساعدات التي تقدمها لهم المدرسة لبلوغ الهدف الذي رُسم لهم أن يصلوا إليه ويمكن لهم الوصول إلى هذا المستوى إن هم حظيوا برعاية تقدم لهم جميعاً بدون تمييز وبشكل متوازن مع مراعاة الفروق الفردية بينهم بعد هذا يمكنهم الوصول إلى مستويات متقدمة يستطيعون بواسطتها التأثير على كل من المجتمع والاقتصاد على السواء من خلال أدائهم الفعال والممتاز في المدارس والكليات الذي ينعكس أثره على الاجيال الملتحقة بهذه المؤسسات وسيصبح أداؤهم متميزاً كالذين سبقوهم وعلى المجتمع أن يحفزهم على تحسين الأداء وحثهم على استغلال طاقاتهم وقدراتهم إلى الحد الأقصى للوصول إلى مرحلة الجودة المطلوبة في الأداء كون العملية شراكة بين البيت والمدرسة أو الكلية وهذا يظهر أهمية دور أولياء الأمور في المساعدة والتحفيز للأبناء وتعريفهم باستثمار أوقاتهم بطريقة صحيحة واستغلال أصحاب المواهب للوقت وعلى المؤسسات التربوية أن تعيد بناءها بشكل صحيح من خلال مرونة النظام التعليمي والعمل على استيعاب من هم في السن القانونية وتدريبهم على كل المستجدات والمتغيرات وهذا يجعل المجتمع يتعلم بشكل دائم وهنا نكون قد حققنا للطالب رغبته في رسم وتشكيل مستقبله إضافة إلى غرس القيم والأخلاق الفاضلة التي تشكل حياة الإنسان المستقبلية وأهميتها توازن المهنة الأساسية التي يتعلمها الطالب أثناء دراسته فتبقى مهاراته في تجدد مستمر وتجعله يحافظ على مستواه الأكاديمي وهذا هو الهدف الأساسي ولابد من الوقوف بجدية في وجه من يحاول شدنا إلى الخلف بالتعاون مع المتميزين في المجال التعليمي والإدارة التربوية المستنيرة الفعالة ونعمل جميعاً على تقدم العملية وتوفير الفرص لالتحاق من ينبغي أن يكونوا أساساً في المدرسة والأداء المتميز للطلاب سيرفع من مكانة المؤسسات التعليمية ويعزز مكانة الفرد في حياته العملية وتشكيل مستقبله ولن يكون هذا إلا بواسطة المعلمين الذين يضحون بأوقاتهم بطريقة جادة لأنهم من سوف يضع الحلول التي تواجه الأمة.. وننبه إلى أن الاستثمار في الموارد البشرية هو أهم أنواع الاستثمارات وعلى المجتمع مسؤولية كبيرة في هذا بالتعاون مع الحكومة للعمل على استقرار التعليم لأن هذا الدعم سيزيد من قوة وثبات المؤسسات التعليمية من خلال تقديمها تعليماً متميزاً وهذا هو الأساس في بناء وشق طريق المستقبل، وازدهار الصناعة لن يكون إلا بازدهار التعليم الذي يعتبر أساس المجتمع المدني المتحضر والداعم الأساسي للاقتصاد الوطني أي أن التعليم هو صمام الأمان من جميع النواحي لكل من الفرد والأمة على السواء وعليه تقوم نهضة الأمة وكل الأمم والشعوب تجعل التعليم على سلم الأولويات المهمة وإذا كنا جادين في القضاء على تدني مستوى المعلمين والطلاب معاً علينا أن نهتم بمحتوى ما نقدمه لأبنائنا من خلال المناهج والكتب التي هي بحاجة إلى لمسة تربوية متخصصة من قبل المؤهلين لهذا الغرض ومن يمتلكون خبرة سابقة في نفس المجال ومن ثم نأتي إلى التدني الحاصل في نتائج الامتحانات بشكل عام حيث يدل بوضوح على أن الأداء في الميدان ليس على ما يرام من قبل المعلمين والطلاب والإدارة المدرسية ثم يأتي الدور على قضية إعداد المعلم ومتابعة تدريبه وتطويره باستمرار من خلال الدورات القصيرة والمفيدة وحثهم على متابعة كل ما هو جديد في المجال التربوي ليتمكنوا بدورهم من نقل هذه المهارات التي تتطور لديهم إلى طلابهم وعلى الجميع احترام الوقت واستغلاله بطريقة مفيدة مع تعزيز الدافعية لدى الطلاب لاجتياز المرحلة الثانوية أو الجامعية بشكل مريح وأن نعرفهم بأهمية ترتيب المواد الدراسية حسب الميول والقدرات كل هذه مجتمعة سوف تدفعنا لتحسين الأداء بطريقة أفضل وخلاصة ما أريد شرحه من خلال هذه الأسطر هو الاهتمام بالمناهج ومحتوى الكتاب المدرسي ليكون مشوقاً ومناسباً لقدراتهم ويراعي قدرات الموهوبين والمبدعين ورعاية المعلم حتى لا يضطر إلى إهدار وقته في البحث عن دخل آخر لتعويض دخله المتدني على حساب عمله الأساسي ثم يطلب من المعلمين أن يغيروا من طريقة التدريس التي تمارس منذ عقود معتمدة على الحفظ والتلقين وأن يحاول المعلم إشعار الطالب بتطبيق ما يتعلمه في الفصل في حياته وبالذات في مجال الرياضيات والعلوم والحاسب الآلي وأن تكون هناك صرامة في تطبيق القوانين واللوائح في التعليم العام والجامعي ورفع مستوى القبول في الجامعات وحتى المرحلة الثانوية لأن هذا سيؤدي حتماً إلى تحسين الأداء من قبل الطلاب في المدارس والكليات وما نتائج الثانوية إلا خير دليل على ذلك حيث حازت البنات على المراكز الأولى بقسميها العلمي والأدبي ونحن مسرورون جداً كون البنات استطعن إحراز هذا التفوق الرائع واتمنى أن يحذو الأولاد حذوهن لتحسين الأداء وهذه النتيجة تثبت بوضوح أن البنات أكثر جدية ومثابرة وعلى الإخوة في الجامعة ومراكز البحوث مواصلة أبحاثهم بما يخدم التنمية والصناعة وأقول للآباء عليهم الاهتمام بأولادهم ورعايتهم بشكل أفضل من خلال متابعة تعليمهم وتحصيلهم وأن لا نقتنع بالقليل وإنما نسعى دوماً إلى التعاون مع الجهات المسؤولة لنصل إلى تقديم تعليم متميز لأبنائنا الذين هم مستقبل هذه الأمة ولأن الآباء هم أكثر المعلمين للأبناء فإن القصور إن وجد يبدأ من البيت ولكن إذا كان الوالد هو المثل الحي للأبناء في دفعهم وتشجيعهم ومتابعتهم وعدم القبول بالتعليم المتدني فإن كل هذا سيحسن أداء الطلاب في المدارس ولكن بالجهد والعمل من قبل كل الأطراف البيت والمدرسة والطالب والمعلم فإذا تعاونت هذه الأطراف سنصل إلى ما نريد بإذن الله ونحقق التكامل بالثقافة والخلق والعمل الجاد والالتزام لأن أبناءنا ينظرون إلينا كنماذج حية للأخلاق الفاضلة والقدوة الحسنة لهم فلنكن كذلك آباء ومعلمين ومسؤولين..
وفق الله الجميع لما فيه الخير إنه نعم المولى ونعم النصير